الثلاثاء، 24 ديسمبر 2013

جائزة الحاج نوفل


أمتاز فقط عن أصدقائي بأنني صادق مع نفسي .. لم أعطها أبداً أكثر من ( 7 ) فلو كنت فذ كما كنت أصف نفسي في السابق كنت على الأقل في  وضع أفضل مما أنا عليه الآن أو كنت قد حققت ( 1 ) من أمنياتي  .... الليالي التي حصلت فيها على ( 0 ) كثيرة جداً هي نفسها الليالي التي خسرت فيها نفسي الغريب أنني لم أعد أرى العلامات التي يطلقون البشر فقد حصلت كثيراً على ( 10 ) في الوقت الذي سخرت فيه من مانحها لأني وقتها كنت قابعاً في الـ ( 0 ) و عندما كانت زوجتي الأولى تمنحني كلما رأت وجهي ( - ) كنت أبكي كثيراً لأني كنت ( أكثر من عاشق ) الآن لم يستطع أحد خداعي فقد فهمت كثيراً أن التقدير تمنحه أنت لنفسك و ان الآخرون ليس لديهم الوقت ليمنحوا الحب لأحدهم أو الاهتمام بغير أنفسهم - احترت لحوار دار بيني و بين ابني عندما أخبرني أن النظارات التي أرتديها مساءً غير مناسبة فهي مظلمة قليلاً و سيقول عني الناس أنني ... و لم يكمل تذكرت امه عندما كانت تطلق علي لقب (فلاح ) و ضحكت كثيراً و ثأرت لنفسي بأني اخبرته أن هذه النظارات تعجبني و ان الناس ليس لهم علاقة بي ... فما يعجبني و لا يعجب الناس يزيد من بهجتي ... و عندما رجعت الى نفسي وجدتني المخطئ ... لا بد أن تربي في ابنك أن رأي الناس مهماً و أن الناس يعيشون معنا على هذا الكوكب ... كما تعلمنا ..... لكن أين هم ... انا لا أرى غير أشباههم  الكارثة أننا فقط من نتحدث بهذا الأسلوب ... أسرتنا فقط من يحتفظون بهذه التحف النادرة ... يبدو أننا بقينا كثيراً في بلاد الغربة أو ربما لزيارتنا المتكررة لكوكب المريخ ... ان الناس يا سادة موجودون حالياً داخل أحذيتهم يفكرون بقتل بعضهم أو حرق معظمهم او التشهير بأكثرهم ...... الناس ..... انها كوميديا .... و نحن على أيام من العام الجديد أخبركم أنه كان يعيش الناس هنا ... ثم بقي ظلهم 
لن انهي النص كما كنت أرغب بـكلمات رنانة فأنا لن أصبح ذلك النجيب أبداً و لن أحصل على نوبل يمكنني الحصول على جائزة جديدة اسمها جائزة عم نوفل لأفضل انسان نجى من المعتقل الذي كونه بنفسه دون رقابة عليه و ظل فيه أربعين سنة ... دون حراس أو قوانين تفرضها الدولة تخيلوا سجن بلا حراس - معتقل بلا رقيب فرضه دماغي - رأسي الذي يشبه المصنع الخرب ... ما الداعي اذا لان أكتب بطريقة فنية ... ان فنية نفسها لا تهتم 
العجيب أنه لا يوجد حراس ... سأظل أنا حارس على أفكاري أصادرها كيف أشاء .. أعاقب نفسي ... أسجنها سجناً انفرادياً ... كنت اشاهد فيلماً أمريكياً هذا الصباح و كان يحكي أن المساجين الذين يقضوا وقتاً طويلاً في السجن لا يحبذون البعد عنه و حقيقة امريكا لم تصنع شيئاً جميلاً غير الأفلام ... و لا أخفيكم السر فانا مبدع في مشاهدتي لها حتى أنني أنصهر فيها و طبعاً أكون البطل الذي ينقذ العالم .. لكني عند هذا المشهد بالتحديد أكون في الحلم السابع ... 
أحببت فلم أحصل على اوسمة 
كتبت فلم يتعرف علي أحد و لم يقرأني غير ابنة أختي 
نظمت الشعر و ليتني لم أفعل فقد جعلت المنصوب مرفوعاً و منذ ذلك الوقت و أنا اتحايل عليه بكل الحيل حتى يتنازل عن ذلك النصب لكنه أبى إلا أن يفضحني بين من يرفعونه 
و سأظل الأول في أنني الأب الذي صادقه أبنائه حتى صار ابناً لهم
لكني لم أتعقد 
و أظل ابتسم دوماً 
و لا تنتهي الأيام عندي الا بربيع منقطع النظير و ورود كثيرة تملأ الدنيا  و حب فياض ليس يمتلكه أحد غيري 


الاثنين، 23 ديسمبر 2013

أنا لا أحبك


تتناثر الكلمات
فتقترب من كل قطرة كلمة
و تقترب من كل قطرة قطرة
حتى  تصل الى الميناء
تتجمع الكلمات حتى تكون قصيدة عصماء
لم ينظمها شاعر  من قبل
فيها أحبك
و فيها أنك كل ملكات الأرض
و فيها أنّا سنحكــــــــم العالم
أنا أؤلف قصائدك و أؤلف بين شعبك
و أنت احكمي كيــــف شئتي   
لن تجدي من يخالف لك أمر
أو  يرفض لك حكم
كلما اهترأت قصيــــــــــــدة
استخدمت ورقاً .......... ورقاً
حتى البردي
كلما اهترأت كلماتي الحقتها بقبلة
كلما زال رحيقها
احتضنتك
حتى احتار الشعراء أهو عذري أم غير عذري
و سواء كان هذا أم ذاك
فأنـــــــا لا أحبك
أنا .......  حبك
أتسائل لماذا تجيش مشاعري كلما نظرت اليك
و علمت فيما بعد
أن سراً تخبئينه في عينيك
أهذا ما يقولون عنه سحراً
عندما تستجيب لك رموشك
و تغمضي عينيك  و يملؤك حبك
أحضر لك النياق الحمر
و لما  تستمرين في وضع زهر بخصلات شعرك
أحارب كل الخارجين عن حكمك
عندما تبكين أقتل ألف جندي من جنودي  لأكون  بالقرب منك
فتتناثر الكلمات
فتقترب من كل قطرة كلمة
و تقترب من كل قطرة قطرة



السبت، 21 ديسمبر 2013

بلطجي


عندما اصطدمت بحالي و علمت أن احلامي أكبر من امكانياتي ... ظللت أحدق في نجوم السينما و كيف أنهم لامعون ... و تعمقت اكثر في حياة المشاهير و الأثرياء .. و كان يرضيني كثيراً انهم لا يعيشون حياتهم مثلنا ... فهم لا يستمتعون بالبساطة و هم لم يسكنوا في الحارات و لم تلتصق بيوتهم ببعض .. و لم يشاهدوا الفكلور الشعبي و لم يحصلوا على أياً من الشتائم و لم يتلقوا أي حذاء في وجوههم  أو حجر و هم جالسون في الشرفة للاستمتاع بالمجرمين و هم يتشـــــــــــــاجرون في الحارة ... ما اجمل أشكال المجرمين و هم يحملون أسلحتهم و خناجرهم .. عندما أراهم أبكي و اتمنى أن أنتقل الى مرحلة اخرى أو ان استيقظ من هذا الحلم المرعب .. فجميعهم يقلدون (  فيلم ابراهيم الأبيض ) الى أين تتجه بنا السفينة و هل حقاً لا يوجد غير هؤلاء ... انهم لم يتعلموا في مدارسنا و لم يشربوا من نيلنا ... ألم يخترعوا وباء يحمل هؤلاء ( البلطجية ) الى قبورهم ... 

الأربعاء، 11 ديسمبر 2013

كوكو الضعيف



أطلق أحد اصدقائي علي لقب ( كوكو الضعيف ) و بعد ان انتهيت من الضحك و عندما تمعنت أكثر وجدته رجل مبدع ( كوكو الضعيف ) و يذكرها دوماً حتى التصقت بي ... تذكرت ما كانت تناديني به زوجتي الأولى ( كوكي ) و علمت فيما بعد ان ( كل الناس بيحبوكي ) و ما كانت تناديني به زوجتي الأخيرة ( كيمو ) و أكيد سيكون لهذا معنى ... و كانت امي من قبل تطلق ( كمولة ) في كل مرحلة عمرية يحتاج الانسان الى تدليل خاصة عندما تصل الى كيمو فأنت قد اقتربت من الأربعين ... أخطر ما في الأمر أحد اخوالي ...... و فجأة و دون سبب أخبرني مرة ( انت عمرك ما تقدر في حياتك تبقى بطل انت عبد السلام النابلسي بتساعد البطل ) هل تصدقون ان هذا التصق بي طوال حياتي ...  و كل مشهد أتقدم فيه لدور البطولة في حياتي أجدني أحتاج لبطل ليقوم بتنفيذه ... لست اعلم من اين جاء هذا الخال بهــــــذه الفكرة التي كانت صحيحة مائة بالمائة ... و كان لي صديق في الجامعة و كان من قـــــــرية بمحافظة القليوبية أخبرني ( انت رخو و هاتفضل طول عمرك رخو مع الحريم )  و كان يشاهدني و انا اتعامل مع زميلاتنا التي لم يحالفهن الحظ و اقتربت مني بكل رقة و عذوبة ... حتى تكاد لا تفرق بين جنسينا ... هل يتخيل أحدكم أن هذا التصق بي أيضاً ... فأنا أقوم بتدليل من أتزوجها  حتى يمكنها القيادة أيضاً ... و لو تركوني على حريتي كانوا سيكتشفون طفلاً آخراً في البيت ... هو انا ... ترى  ما الذي يخبئه لي (  كوكو الضعيف ) فلقد بحثت كثيراً عن سبب التصاق مثل هذه الألقاب بي فوجدت انهم يطلقونها دون علم ... و لكنها تبقى تحاورني طوال الوقت و تمتزج بي حتى اكاد اجزم انهم على حق ... لكنني لست ( رخواً ) و لست ( ضعيفاً  ) و لست ( بطلاً ) أيضاً  

الأحد، 8 ديسمبر 2013

الأيام التي سبقت غياب القمر


الأيام التي سبقت غياب القمر عنا كان يسكنها الظلم و كان الرجل فينا لا يستحق حتى مشاهدة القاضي ....... كنا عشرة في الغرفة الواحدة .... نتحدث في صوت واحد و الكلمات تتساقط بيننا لا تعرف لمن هي متجهة ... كلنا على حق ..... و كلنا لم يقترف الذنب .... عندما أردت ان أتابع الكذب منذ نشأته على هذه الأرض وجدته بدأ صغيراً ثم أخذ يكبر ..... و يكبر .. حتى صار ضخماً أكبر من كوكبين بحجم الأرض ..... تخيلوا نحن نعيش على جزء من كوكب .....  و الكذب أكبر من كوكبين ... الأيام التي سبقت غياب القمر كان يسكنها الظلم ...... نحن نصنع القصص و نصدقها و نعيش فيها العجيب عندما يتحدث احدنا بالصدق ... لا نفهمه ... صرنا أجساد تسكنها أرواح ضعيفة ... محدودة الذكاء ... هدفها واضح ... حديثها جارح .... خيرها ... قليل ... شرها ناضح ... قديماً كنا نسكن بيوتاً ... اليوم تسكننا بيوتنا نرسم في أي مدينة شكل هذا البيت و الذكريات ... من كثرة ذكرياتنا لا نرغب في العيش اليوم ... و شقاق ... و نفاق ... إعلام يلفق ... شعوب تصفق لا تعلم لمن ؟ أو بسبب من ؟ ... أو متجهة لأين ؟ ... لكنها تصفق ... يجتمع نصف الأرض على مباراة كرة قدم و يتفرقون عندما يشاهدون مشهداً يحتاج الى تضامن ... لم تعد المرأة تهتم كثيراً بموضوع الشرف ... فقط ترف ... يتبعه سقوط ..... حتى السقوط صار جماعة ... سقطت فيها عشرات الآلاف من الفتيات التي كنا نظن فيهن خيراً .... سيـــــــدات تشبهن البدر و يتقطر منهن الطهر .... و مع ذلك سكن في كل واحــــــدة فيهن شيطاناً .... رجال تخطوا كثيراً سن الحكمة و مازال فـــــــــي كل واحد فيهم مراهق أو فاسق ... أنا لست سوداوياً أو معقداً ... لكني حزين و صريح و لا أقول أنني الحكيم الزاهد ... فلو كنت كذلك لما كنت عبرت عن هؤلاء بهذا الوضوح ........ رسالتي للذين يرون انهم مازالوا بشر ..... أن يعلمونا ما هي الأساسيات ... فقد نسيناها ... أيعني أنك تحب أنك رائع ... هل يعني أن ترد الأمانة انك جيد ... هل الصدقة هي أن تعطي أحدهم مالاً ليأكل حتى لا يموت هو فعل محبوب .... و الشرف هل هو أن تحافظ المرأة على نفسها من شياطين الإنس و ألا تقوم بأسرهم ورائها بكل أساليب الفتنة ... 
الأيام التي سبقت غياب القمر عنا كان يسكنها الظلم ....... و الأيام التي غاب فيها القمر يسكنها القهر
09 - 12 - 2013

الاثنين، 2 ديسمبر 2013

لمن الورد



عندما أحببت لم افكر أن لذلك حدود ... فقط تركت الغير محدود ( الحب ) داخلي يعبر كل حدود لم أفكر ان يكون لذلك نهاية فقط بداية مليئة بكل ما تحمله الكلمة من معاني .. و عندما نطقت بها لم يكن بلساني ... إنه اعتقاد و له ضوابط و له شيوخ و مريدين ... إنني لا أحب كحبهم ... ذلك الذي ينتهي بنيل مراد أو هدف ... فقط أحببت كما تعلمت .. و ظللت أكتب في هاتين العينين حتى الدمع الذي لم يكن من ردة فعل كنت أفهمه ... ان التقاء رموشها كان يشبه بر الأمان الذي يصل اليه المسافر و عندما كانت تعيد الكرة كنت أصرع مرتين ... في الربع الأخير من الشهر الماضي طورت حبي و تركت مسافات بين انتاجه كل ساعة و لما امتلأ ما بقلبي اضطررت لإفراغه فأحبتني المدينة بأكملها ... كنت أود ان اخبرهم أني لم اقصد ذلك ... و انني مثلهم أسكن فيما يسكنون ... لكني فضلت الا يفهموا ... لأنهم لا يفهمون اكبر من ذلك و منشغلون بشرورهم و سعيهم وراء تلك العملات النقدية التي يشترون بها ضمائرهم ... أسكنت ما حدث ليلاً في أعماق القلب الذي يحدث امراً لم أفهمه .. ترى ما هي المفاجآت الجديدة لك أيها القلب ألم تنسى الكارثة التي أوقعتني بها الربيع الماضي عندما جعلت الورود تلتف حولنا و العصافير التي لم تيأس من التغريد و عندما استيقظ اول بشري كانت الطامة الكبرى و ظلت المدينة تسخر مني حتى أشغلتهم بكل ما اوتيت من فكر ... فأنا لا أرغب أن ينعتك احدهم بالمجنون كما أن احداً منهم لا يفهم تلك اللغة  ...
الشيء الوحيد الذي قمت بمشاركتهم فيه هو أننا نسكن على هذا الكوكب و عندما اقترنت بامرأة كانت تسكن في الشارع المجاور ... أذكر عندما التقينا للمرة الأولى و كنت مستغرقاً في التفكير عندما اقترب الظلام من مهاجمتنا و كانت هي مستغرقة في الحزن لكنها لم تجد شيئاً غريباً أكثر مني حتى تضحك بسببه فكنت لا أفهم معظم الكلمات التي كانت تنطقها عندما سألتني عن موعد القطار و ما جعلني أرغب في الاقتراب منها ... ابتسامتها التي كانت تحدث عن الفرح ... مبهجة تلك المرأة التي عندما تضحك تسقط ديوننا ... و عندما تبتسم يولد الأمل ... فأجبتها ... هل أحببت من قبل ؟ و لما أفاقت من الصدمة أخبرتني بأنني أغرب من شاهدت ... أجابت و هل أحببت أنت باستعلاء ... فأجبتها ... نعم ... أنت ... عندها لم تنفجر في الضحك كما كنت متوقعاً لكنها ظلت تنظر في عيناي حتى ذبت ... و قالت ... لم أكن اعلم أنني ساحرة الى هذه الدرجة ... و القطار الذي كانت تسأل عنه قمنا باللحاق به سوياً ... كانت تعلم اين يتجه ... و كنت أعلم أنه قد تم اسري ......... أجمل ما في الأمر .. أن الزمان توقف و نسيت كل الأوامر التي يجب تنفيذها و نفذت أمر واحد فقط هو أمر الحب ... و حتى الأغنية التي ذكرت ذلك لم تذكر أن هناك امراً آخر لم يتم اكتشافه وقتها ...
مرت الأيام و كلما مر يوم أطمئن على الثروة التي حققتها ... فقد زاد حبي .. حتى ظننت أني قيس ... و فزت عليها أذكر أن آخر مرة تم التحدي بيننا احمر وجهها ... ففازت
سبحان الله كيف كنا سنعيش الحياة دونهن ... إن الرجال يحتاجون هذا الحس ... و هذا اللطف ... انهم يستمدون قوتهم من قوة النساء.. من قال أن المرأة ضعيفة ... فكره ضعيف ...
سافرت الى قرية يوجد فيها ورود نادرة لها نفس الرائحة الطبيعية التي في جسدها فجمعت لها الورود التي حملت سري ... و نظمتها أعطيتها كل اهتمامي و حبي ... و عندما عدت لم أخبرها بعودتي ... راقبتها و هي تمشي كانت كغزال لم ترى عيني مثلها و بعد لحظات أتى عاشق بسيارة فارهة قبلها ... و سارا معاً بالسيارة التي ثمنها يعادل ثمن نصف بيوتنا بساكنيها
لم أكن أعلم أنه عندما تحب لا بد ألا تحب كثيراً ...
تمت هزيمتي في موقعة شارعنا ...... و منذ ذلك اليوم لم أعد أذهب الى قرى تزرع الورد النادر و لم أتحدث عن كوكب غير الأرض حتى النجوم لم تعد تتعرف علي و الوقت الذي تقترب فيه مني سيدة يكون باللون البنفسجي و تتحول الى شخصيات كرتونية . 

الأحد، 1 ديسمبر 2013

أنا





كنت أرغب في معرفة المزيد عني ..... سألت الجيران فلم أخرج بنتيجة ........ سألت أبنائي فأخبروني انني الطفل الرابع بينهم ... و عندما تجاذبت أطراف الحديث مع زوجتي قالت انني اشبهني  كثيراً ... احترت كثيراً في هذا الشخص الذي يصدر أخطر قراراتي ... إنني حتى لم أهنيء  بمجرد التفكير ... 
يسكن هذا الجسد مذ عرفته و يحطم كل شيء الا قلبه ... نتنازع دوماً و ينتصر .. هو ... نختلف و يصيب ... هو ... دوماً كنت أحب الشعر ... و يجيد الحزن ... أنا رومانسي بطبعي ... و هو جاد ثقيل الظل ... الدنيا لم تعد تسعنا معاً ... إما أن ينتصر أو أفعل أنا 
و في الصباح أنزلت هذا الإعلان في الجريدة ......... إذا تحدث معكم شخص يسمى - أكمل - تأكدواً أنه  مبتسم  و لا يقول فحشاً ... فإذا لم يفعل ؟ فانا غير مسئول عما سيخبركم به .. و كان هذا اول احتكاك رسمي به ... ساءت العلاقة بيننا و أصبح لا يكترث لأمري ... و عندما قررت أن أحب - ذكر أسوأ ما في الحب لها ... و علمت بعد ذلك انه أخبرها بأنني فلاح و أنني لم أترك  الزراعات الا في العام الماضي و أن ذوقي يشبه ذوق الرعاة ...... لست اعلم كيف أعاقبه ؟ ... حاولت ان أتصالح معه ... لكنه خبيث و يعلم عن الألاعيب أكثر من علمي بالأقاويل ... جربت ان أعاديه لكنه بارد جداً و لا يغتاظ لشيء - إلا  قول الحق ... و عندما أردت الاستغناء عنه - علمت ان هناك شرطاً أساسياً لمشاركتنا هذا الجسد ... عند الفراق يتم دفن الجسد ... و أصارحكم القول مازلت أحلم بأن أعيش كما أريد رغم ان ما أريد لا يرغب في العيش
صرخت و فعلت كما تفعل الأم مع ولدها العاصي فبقي يضحك لمدة أسبوع ... قمت أخيراً بمجاراته ... فتحدثت بنفس لغته ... كرهت البشر ... تنازلت عن جزء من وقاري ... ذكرت الشر بالخير ... فصار صديقاً لكن ضميري أصبح يؤنبني ... ترى هل يسكن هذا أيضاً معنا و نتشارك ثلاثتنا هذا البدن .. كيف أتحمل كل هذه المتناقضات 
لقد تحولت الى اتوبيس يسكن فيه  أنا و ضميري و الشخص الذي لا أعرفه و يتحكم في القرارات المصيرية و مشاعر و حب 
و الحيرة الأكبر هي عندما أريد أن أخاطب هذا الشعب ... ما هي اللغة التي سيفهمونها ؟... و عندما اقرر أمراً .. من ذا الذي سينفذ ؟.. هل كان يجب علي أن أسكن معهم ؟ إنهم حتى ليست لهم وجهة معروفة ... و لا يتوقف الأوتوبيس في محطات و ينزل أحدهم ......... و لا يتوافقون حتى في الذوق العام ......... هناك الفلاح البسيط ....... و نقيضه الوزير المعزول ابن الذوات     - و العاشق الذي لم يعشق مثله أحد - كما يوجد  الضمير الذي يقوم بوزن حبة الرمل ... و هناك أخيراً الشخص  الذي  لا  أعرفه  و  يتحكم في القرارات المصيرية