كنت أشبه الباخرة و كنت أحمل لحوماً تكفي لسكان قرية صغيرة لمدة أسبوع
... كنت مشهوراً جداً فلا يوجد طفل تركته أمه في الشارع لكي يتعلم عدم الأدب إلا و
قام بالتعليـــــــــــــق و التمثيل و الإخراج أيضاً ... كم كنت ملهماً لأطفال
القاهرة .
دفنت نفسي في هذا الجسد طيلة عمري و رضيت بالذي ظل متمسكاً بي و رضيت
بمن وافق على صحبتـــــــي أو أجبر عليها و رضيت بعملي و كنت أعلم أنني موفق ..
فإلى الآن لم يتم طردي أو أنهم لا يعلمون عن حقيقة البواخر عندما تحطم القلوب و
المباني و تلفت النظر بمجرد عبورها و عندما تحطمت كثيراً كبرت في العمر كثيراً ...
لم أعش فترة مراهقتي لكني عشتها مؤخراً ... لم أقم بما يفعله الشباب فلست أنتمي
لهم فقط عندما أتممت عامي الثالث و انقضاء عشرين ربيعاً أخرى تزوجت ثم بعد ذلك
بعشرة أعوم تحطمت و كتبت عني الأساطير قصصاً أنا شخصياً أشكك فيها ... و حدثت
المفاجأة بعد ان زارتني الأمراض مبكراً لتشارك
في قتل الحلم أيضاً .. فلم أكد أنهي عامي الأربعين حتى أتممت الستين ...
و قبل أن ينتهي العام السادس بعد الألفين عقدت اتفاقية مع نفسي .. كيف
أتخلص من الباخرة أو كيف استبدلها بجسد يشبــــــــه السيارة و حبذا لو لم تكن
أمريكية فقط إحدى الكوريات النحيفات .
و قصصتها .... بيت الداء ... و تركت منها ذكرى ... لم أمت ... بل عشت ...
و هربت الأمراض لرجل غبي آخر .. بعد أن كشفت السر
و ها أنا ذا أعود للعام الأول في كلية الآداب جامعة عين شمس – قسم
اللغة العربية و ها هو الدكتور رمضان عبد التواب يرفع ضغطنا بفقه اللغة ... و
استعدت خمسة عشر عاماً من عمري .. ترى كيف سيكون الحال لو حصلت على امتياز ؟... هل
أقوم بالتدريس في الجامعة ؟ و كيف سأبدو اذا خسرت عشرين كيلو جراماً أخرى ... كم
هو جميل ثوبك يا فتاة ...
اليوم سأختار العمل ... و الأصدقاء ... و الملابس .. لن يفرض أحدهم
شيئاً دون رغبتي و يمكنني التنازل عن أي اتفاقية لا تناسب مكانتي العلمية و
الأدبية اليوم سأبدأ من حيث توقفت ... أقصد عندما تخرجت في الجامعة .