السبت، 11 يناير 2014

الرجل البركة


عندما كان يكبر في حارتنا الرجل و يصبح كالذي يعوي دون أن يهابه أحد لأنه خسر كل اسنانه في معاركه الضارية الماضية و لا يلتفت اليه غير فتياننا للمزاح و تلقي الضربات غير الموجعة ... عندما يحكم لا يسري حكمه ... يأمر فلا يطاع ... يتحدث فلا يسمع منه ...
نطلق عليه ( الرجل البركة )
كنت أحب مشاهدة هؤلاء و خاصة الجبابرة منهم فهم يصبحون مضحكين جداً
مرت أعوام على حارتنا لم نحرك فيها ساكناً .. كنا فقط نبيض ... أناس تشبه أناس .. أجيـــال كنا نعدهم أطفال و اليوم صاروا يلقون التحية كالرجال و اصواتهم أجاركم الله تشبه أصوات البقر
مرت اعوام كنا لا نهتم إلا بأمور تافهة و نحافظ على مواثيق أشد تفاهة
و في ذات يوم دخل حارتنـــــــا  زائر و سألني عن بيت أحدهم فأجبته ... و عند انصرافــــــــه قال ( مشكور يا راجل يا بركة )   بعد أن افقت من الصدمة ظللت أسبوعاً في فراشي و ساءت حالتي كثيراً هلي يعني أني انتقلت حقاً الى هذه المرحلة .. أخذت بالنداء على أبنائي بصوت جهوري فلا يجيب ندائي أحد و قمت بصفع زوجتي حتى تشعر بالدفيء فأخبرتني ان هذا ليس وقتاً للمزاح .. وقفت في منتصف الحارة و بأعلى صوتي قلت ( يا حارة مفكيش راجل ) لكن أحداً لم يكترث حتى الصبية ..

عدت أدراجي و شعرت بكل ما كان يشعر به ( الرجل البركة ) و ظللت أردد نفس الأغنية ( عايزنا نرجع زي زمان )   11- 1 - 2014