بقيت
وحيداً في هذا العالم ...... لم يحاول أن يفهمني أحد ........ و لم أحاول أنا كذلك
... كل منا يحتاج الى معجم لفهم معانيه ..... و يبدو أن المعاجم تكاثرت ففضلنا
البقاء في نفس العزلة ... كنت قد عبرت اليها ......... و كانت تسكن في
الطابق العلوي من قارة أفريقيا ..... و استمعت كثيراً للغة كانت تعبر بها بعينيها
..... و بقيت كثيراً أصفق و أطلب المزيد ... و أحببتها حتى استنفذت كل الحب بقلبي
...... و صنعت دواويناً و شعراً كثيراً لم يكتب من قبل ... و من بين الكلمات كلمات
لم تسمعها حتى ليلى ... و صنعت من نفسي أداة تقوم بإسعادها فقط و أقسمت أن ما تحبه
سأحبه انا و ما تبغضه .... عليه من الله ما يستحق .... حتى ترضى ...... و تركت
الدنيا و ذهبت لعالم صنعته هي .... أقسم أني لم أدرك أركانه ........ حتى لو قالت
فحشاً كنت أصفق ...... و عندما مرت عشرة أعوام على علاقتنا ..... أخبرتني أنني كنت
كأي مستمع .... بل أنها تفضل ألا أكون موجوداً بين الحضور .... و أنني ثقيل الظل و
لست مخصصاً للتعامل مع البشر ... و بعد ان فهمت كل ما قالته ... و مضيت في طريقي
... اصطحبت معي طفلين كانا نتاج علاقتنا ...... لم ننظر للخلف .... لم نفكر في
الماضي و لم يكن لدينا الوقت لنبكي .... فقط احتضنا بعضنا .... و اكتشفنا .. أن من
لم ترغب في مرافقتنا ... كانت هي نفسها سبب في شقائنا عشرة أعوام ... و قامت هي
بتقديم الحل ...... نحن من لا نرغب في حضورك وسط جمهورنا .....