الناس في قطر ... لا يشبهوننا
... يتعاملون تعاملاً مادياً فقط و لا يمتلكون مشاعراً .... إنهم حتى لم
يتعلموا كيف يتعاملون مع الآخر ... العربي غيرهم و ليس خليجياً هو
خادم أو يمتلك في بلده حماراً يشبهه ... لست تدري من يمتطي الآخر و لا يحق له
امتلاك سيارة فارهــــة و إن حدث فهو إما سائق أو سارق ... لا يحق له ان ينطق في حضرة وجـــــــــــود
الدماء النقية ... كما لا يجوز أن يعيش
مثلهم .... فهم أسياد آسيا و يكفينا شرف أن نكون الخدم لأسياد آسيا ... نحن ليس
لدينا مانعاً أن تكونوا أسياداً لكن الاعتراض أننــــــــــــا لسنا نأتي مع الأثاث
... و لسنا عبيداً .... العجيب أن لنا
مكانات في بلادنا و حاصلين على شهادات جامعيـــــــة و من جامعات مرموقة .... لست
أعلم كيف يفكر هؤلاء و هل حقاً أننا نزاحمهم في الرزق ... أليست تجمعنا رابطة
العروبة و الأهم من ذلك ألسنا ننتمي الى نفس الدين ...
أذكر أنني عشت بينهم ثلاثون ربيعاً و أنني شاهد على العمران و التقدم
... كما أنني أعرفهم عن ظهر قلب و كيف يفكرون و المفردات البدوية التي يقصدون بها الإساءة دون ان تشعر
أنت ... حتى أشعارهم النبطية أفهمها ... أتحدث مع الكباري و الطرق و أقول أنا أقدم
منكم هنا ... و لست من العرب الحاقدين الذين يكرهون الناس لمجرد الكراهية فأنا
معتدل و الحق أقول أنني أحب هذا البلد .
هنا لا مجال للخطأ تلتقطك
الكاميرات اذا أسرعت بسيارتك ... و يصبح
راتبك بعد خصم مخالفات المرور لا يكفي لأن تشتري به ما يجفف دموعك ... و " جملة
النظام لا يسمح " صارت الكلمة المشهورة لكنه يسمح إذا كنت ترتدي "
شماغاً " حتى أطفالهم لا يحترموننا برغم أننا أفضل حالاً من المقيمين الهنود
إلا أنه ليس هكذا تعاملون اخوانكم
نصف الشعب ينتمون لجهات أمنية و النصف الآخر يفكر في ذلك الخطــــــــأ
الوحيد الذي يتم ارتكابه هو انك عندما تصدمك سيارة أخرى و يكون السائق مواطن ... فأنت
تتحمل تكاليف اصلاح سيارته و الاعتذار اليه أيضاً و لا تحاول أن تتفوه بكلمات فيها
" ظلم – حق " فأنت بذلك تتعدى الحدود ... و الحدود هي قوانين صنعت
للأجانب مثلنا و لا يتم تطبيق ذلك على المواطنين و إذا تم ذلك .... فعشرين ألف من
الوسائط و التدخلات تتحرك في لمح البصر و لا تبكي عين المواطن ... إنه أن تبكي عين
مواطن يعني أن هناك خللاً في النظام ...
الكثير يتسائل ... إذا لم يعجبك الحال ... ما الذي يبقيك ؟ ... الذي
يجعلني باق هو أنني أقدم من الكباري التي تم بنائها و الصحراء التي تحــــــــولت الى ناطحات .. و البلد التي
عشت فيها و لأنني لا أنكر جميلاً و لم أتعود أن أكره صديق و لا أخفيكم السر ...
أنا أيضاً سعيد بهذا العمران و التطور و أشعر أن هذا يعنيني أنا ايضاً ...