كنت محبطاً جداً و كنت أفكر ملياً في الذهاب إلى كوكب آخر لا يوجد فيه
مثل هذه الأشكال فقد شاهدتهم كلهم الذي يضع رأس الكلب و الذي يرتدي قناع المهرج و
التي تلبس رداء الصلاة و ما تبقى منها ليس له غطاء .. رأيتهم جميعاً ... جميعهم
تعاملوا معي كأني فريسة أو جاهل أو طفـــــــــل
... و جميعهم ضحكوا حتى بكت أعينهم على هذا الكائن الذي لا يشبه أحدهم و يفكر
بقلبه و يعشق حتى يموت ... ألهذا كانوا يطلقون علي غبياً ....إنه الكوكب الذي نعيش
فيه الآن ... و بعد حروب بيننا و بعد أن تأكدوا أنني خسرت كل شيء .... تزوجتها ..
إنها المرأة الوحيدة التي لا تطمع فيما أملكه .. بل تطمع في حبي ... أعتقد انه
تبقى بعض الحب الذي يمكن أن أعطيه لها .. مرت الأيام و شعرت أنني على كوكب آخر ...
حذفت معظم الأحداث التي يمكن مقابلتها و تشبه الماضي ... صنعت من نفسي رجلاً
جديداً .. صعب اختراقه .. لا يحاول أن يصادق .. في غير إطار العمل .. لم اعد أتحدث
كثيراً عن إنتاج الحب الذي يتم توزيعه يومياً على الكرة الأرضية و القلب الكبير
الذي يحتوي كل هذا الحب فيتبرع بجزء منه حتى يشعر الناس بقلوبهم و ما ينبض داخلهم
.... ثم رزقني الله بـ (عمر ) ... و هذا
الصبي هو ثالث أبنائي تمت ولادته في العام 2013 م ... أصر على أن يذهب معي
إلى العمل اليوم .. كنت أقوم ببعض شئوني فأخرجت صوتاً من فمي لا إرادياً .. فابتسم
لي و قــال ( انت حمار يا بابا ) و كانت هذه الجملة هي أجمل جملة نطقها في حياته
... قد أحببته اليوم أكثر و للعلم فقد استمتعت بهذا الوصف أكثر من استمتاعي بسماع
خبر تخرجي من الجامعة و زواجي و إعفائي من الخدمة العسكرية معاً أقسم لكم أنني
اكتب اليوم هذا اليوم لأذكرها عندما يكبر هذا العمر الكوميدي .. و علمت أن الله
يكافئني و يخبرني بأن الدنيا التي خسرت فيها كل شيء فيها ثلاثة أبنـــــــاء و
عروس نيل - هم أبنائي الذين أسعدوني كثيراً و سأذكر دوماً مقولة عمر الشهيرة .