السبت، 8 فبراير 2014

الناس في قطر


الناس في قطر ...  لا يشبهوننا ... يتعاملون تعاملاً مادياً فقط و لا يمتلكون مشاعراً .... إنهم حتى لم يتعلموا  كيف يتعاملون  مع الآخر ... العربي غيرهم و ليس خليجياً هو خادم أو يمتلك في بلده حماراً   يشبهه ... لست تدري من يمتطي الآخر و لا يحق له امتلاك سيارة فارهــــة و إن حدث فهو إما سائق أو سارق ...   لا يحق له ان ينطق في حضرة وجـــــــــــود الدماء النقية  ... كما لا يجوز أن يعيش مثلهم .... فهم أسياد آسيا و يكفينا شرف أن نكون الخدم لأسياد آسيا ... نحن ليس لدينا مانعاً أن تكونوا أسياداً لكن الاعتراض أننــــــــــــا لسنا نأتي مع الأثاث ...  و لسنا عبيداً .... العجيب أن لنا مكانات في بلادنا و حاصلين على شهادات جامعيـــــــة و من جامعات مرموقة .... لست أعلم كيف يفكر هؤلاء و هل حقاً أننا نزاحمهم في الرزق ... أليست تجمعنا رابطة العروبة و الأهم من ذلك ألسنا ننتمي الى نفس الدين ...  
أذكر أنني عشت بينهم ثلاثون ربيعاً و أنني شاهد على العمران و التقدم ... كما أنني أعرفهم عن ظهر قلب و كيف يفكرون و المفردات  البدوية التي يقصدون بها الإساءة دون ان تشعر أنت ... حتى أشعارهم النبطية أفهمها ... أتحدث مع الكباري و الطرق و أقول أنا أقدم منكم هنا ... و لست من العرب الحاقدين الذين يكرهون الناس لمجرد الكراهية فأنا معتدل و الحق أقول أنني أحب هذا البلد .
 هنا لا مجال للخطأ تلتقطك الكاميرات اذا أسرعت بسيارتك ...  و يصبح راتبك بعد خصم مخالفات المرور لا يكفي لأن تشتري به ما يجفف دموعك ... و " جملة النظام لا يسمح " صارت الكلمة المشهورة لكنه يسمح إذا كنت ترتدي " شماغاً " حتى أطفالهم لا يحترموننا برغم أننا أفضل حالاً من المقيمين الهنود إلا أنه ليس هكذا تعاملون اخوانكم
نصف الشعب ينتمون لجهات أمنية و النصف الآخر يفكر في ذلك الخطــــــــأ الوحيد الذي يتم ارتكابه هو انك عندما تصدمك سيارة أخرى و يكون السائق  مواطن ... فأنت تتحمل تكاليف اصلاح سيارته و الاعتذار اليه أيضاً و لا تحاول أن تتفوه بكلمات فيها " ظلم – حق " فأنت بذلك تتعدى الحدود ... و الحدود هي قوانين صنعت للأجانب مثلنا و لا يتم تطبيق ذلك على المواطنين و إذا تم ذلك .... فعشرين ألف من الوسائط و التدخلات تتحرك في لمح البصر و لا تبكي عين المواطن ... إنه أن تبكي عين مواطن يعني أن هناك خللاً في النظام ...

الكثير يتسائل ... إذا لم يعجبك الحال ... ما الذي يبقيك ؟ ... الذي يجعلني باق هو أنني أقدم من الكباري التي تم بنائها و الصحراء  التي تحــــــــولت الى ناطحات .. و البلد التي عشت فيها و لأنني لا أنكر جميلاً و لم أتعود أن أكره صديق و لا أخفيكم السر ... أنا أيضاً سعيد بهذا العمران و التطور و أشعر أن هذا يعنيني أنا ايضاً ...