الاثنين، 25 أغسطس 2014

الحب في تونس

ذات صباح
أخذ العصفور يغرد
و ابت الورود ألا تشارك
و تجمعت كل الحروف التي منها كلمة حب
و قسموا أنفسهم على البيوت
البيوت التي ظلت طويلاً مكانها
و ظللنا نحن حولها نستحلفها ألا تبكي
و كان يوماً
هرب فيه الحزن
و انتهت الكراهية
و رأينا البسمة التي لم تفارق وجوهنا
أما أنا فقد هربت مع انا
و قد حظيت بأحرف من كلماتك
تذوقتها ... سبحت داخلي
كم هي رائعة كلماتك
لا يعرف احدنا الآخر
و ليس يجري بيننا نيل
لم نسافر معاً و لم نتصافح
لكني اقسم اني أعلم كيف كنت تكتبين
و مشاعرك حين انتفضت و تحولت الى حروف 
نصيبي منها حرفين ... بل ثلاثة
أهذا يعني ان السر في تونس
و الشعر في تونس
و الحب في تونس

23 – 08 - 2014

كيف سنحيا كما نريد

كنت أرغب في الكتمان
و أن تسبح مشاعري بعيداً
و اكدس فيها تلك التي لا تنتهي
لا يهتم احد في زماننا بمشاعر
لكني و في اول مناسبة
أفصحت
و ملأت الدنيا بحنيني
و صرحت
تدفقت مشاعري و كانت كنيــــــــل جديد
و تركت لنفسي مساحات  لتعبّـــــر و تعبّر
الحزن خصصت له يوم ... و يكون إجازة
و الفرح جعلته يمرح في باقـــــــي الأسبوع
و رويت زهوراً بحنيني و حذفـــــــت دموع
و حاربت الليل و الظلم و القهر حتى الجوع
كم كان جميلا أن احمل بين ذراعي عشقي
و اقبل دوماً ما كنت أخبئه بقلبي
و جميل أيضاً أن يحكم حب
لم اهتم بحديث أناس
هم أنفسهم قانون الشر
فلو بقينا نحمل مشاعرنا في صمت
كيف سنحيا كما نريد ؟

25/08/2014 م 

السبت، 23 أغسطس 2014

جمعية الرفق بعشاق الطرف الواحد

دوماً عندما أحكي عن معاناتي ... و أظل أبكي و الأحرف يظل فيها آثار دمائي و قلبي يرتجف من صدق الذكرى  .. و بعد ان اقرأ ذلك اجد ان قصتي كوميدية .. كنت اعتقد أن ممثلي الكوميديا لا يبكــــــــــون و علمت فيما بعد ان الحزن يسكن داخلهم أكثر منا ... كنت دوماً الطفل المحاط بحنان الأم و الأب مغترب ليحصل لنا على المكانة و عندما انتهيت من الابتدائية وجدتني أرتدي ثوباً و أتعامل مع شعب مختلف في بلد مختلف و بدأت رحلة الغربة في بلد خليجي حتى انتهيت من دراستي الثانوية ثم سافرت الى القاهرة ... لكني بقيت  حتى انتهيت من دراستي الجامعية كأبنـــــــاء الأمـــــــــراء و أذكر أنني كي أشعر بشقاء الناس ذهبت الى العمل في ( الحي العاشر) لدى شركة لبيع الخزف و السيراميك في مجال المبيعــات و رأيت بعيني كيف يتم قهر الرجال كان يعمل بصحبتي رجـــال جامعيون و جميعنا كنا ننظف المعرض صباحاً و مساءً و نقوم بغسله كعمال نظافة نظير ثلاثمائة جنيهاً شهرياً ... كنت في وجبة الغداء أحضر طعاماً للجميع و كنت حزيناً على رجل يأتي من مدينة طنطا حتى يعمل معنا في تلميع أرضية المعرض ... و كانت الفتاة الوحيدة بيننا اسعد حظاً فكانت تقوم بالرد على الهاتــــــــــف و تستقبل العملاء ... و تتحمل مغازلات الرجل الذي اشترانا من البلد التي باعتنا .... كنت كالصحفي الذي يقوم بالدخول الى العوالم التي لا تمت له بصلة حتى يتعرف على الأسرار لا أخفي سراً كانت تجربة جميلة .... كنت أود أن أخبر الفتاة التي احببتها أنني رجل و يمكنني حمل المسئولية  ثم عملت في مجال تبريد الهـــواء و اشتهرت بأنني ابن الذوات الذي وافق أن يسافر الى البلاد كي يقنع العملاء بشراء مبرد الهواء .. و كان ما يجعلهم فخورين بي في الشركة أن امثالي يفضلون السهر و الرقص مع الحسناوات ... لكني فضلت النوم في القطارات و السفر الى القرى و المحافظات لأنشر حرص شركتنا على أن نقدم أفضل منتج عالمي لتبريد الهواء و اننا ليس لنا مثيل في التاريخ و ان المنافس يقوم باستعمال المكثف مجهول الهوية أما نحن فهذه القطعة من الولايات المتحدة .... و تزوجت في هذه الأثناء من كنت أظن أنها فتاة الأحــــلام ...و سافرنا سوياً الى نفس الدولة التي استقدمنا والدي اليها من قبل ...الأحلام التي تبددت بعد الزواج و علمت أنني لم أحصل في حياتي كلها على معاناة تشبه هذه المعاناة ... لقد اصطدمت بامراة لم تكن تقيم وزناً للمخلوق المسمى الرجل و انكشفت حقيقة الزيف الذي كانت تقوم به أيام الخطوبة و لم يتبقى من " الماكيـــــاج " شيئاً ... و برغم انني لم ادخن في عمري أو أتعاطى ممنوعاً  و لم أقم بمنكراً ... كنت اشبه المدمن الذي ذهب جزء من عقله من شدة وطأة خلافاتنا و شجاراتنا و اصطدامي بأخلاقها التي كانت أسوأ ممن يعملون في مجال صيانة السيارات ... أهذه هي أميرة الدنيا ؟ .. تم سجني عشرة اعوام مع امرأة لا تحب حتى نفسها ... و انجبنا في تلك الحقبة طفلين ... كنت أحن عليهما و أشفق على حظهما العاثر ... كنت أحاول أن اكون أنا الأم بعد أن تنازلت هي عن منصبها و ظل شاغراً ... العجيب أنهما قريبي الشبه بالملاكين ... كيف تنجب هذه الشقية ... هذا الابداع ؟ سبحان الخالق ... و وصل لابن الذوات .......... الحزن  ....... و ظللت أحدق في المرآة ..... أين وجهي ؟ ..... و سكبت الماء مراراً على جسدي ... هي نفسها ..... رائحتها ...... كنت لا أعلم ... هل ما زلت أحبها ... أم حبها هو الذي يزال ..... هل قمت بظلم احد فقام بالدعاء الى الله ... فنزلت بي هذه المصيبة ..... اللهم لا اعتراض ...... خسرت في هذه الرحلة كل شيء .... لكني كنت أحب ضحكات الطفلين .. لم أرى في عمري شبيهاً لهما و أتحمل الموت في سبيل البقاء بقربهما ... و تعلمت أن القوة ليست بالترك ... بل بالبقاء .... لم أكن أعلم انها تحب رجلا آخر ... كيف يمكن لامرأة ان تفعل ما فعلت و يجري في دمائها بعض دمائي و الذي أجزم به أنه يجري في دمائي حبي لها  أو على الأقل ذكرى حبها عندما كنت أتصور أنها فتاة الأحلام ... ثم كان يجب عليها الرحيل ... فلا يمكن ان أبقيها بجواري و هي لا ترغــــب ... و سأتجاوز عن تفاصيل قد لا يستفيد منها احد ... و اتسائل ؟؟؟ :
-        أين يوجد كوكب المرأة ؟                بجوار المريخ !!
-        كيف تحب المرأة ؟                      في المشمش !!
-        على يد من تتلمذ المرأة ؟               الشيطان !!
-        من هم أكثر أهل النار ؟                 صديقتنا المرأة !!
-        هل تكتفي المرأة بحبيب واحد ؟         في الأحلام !!
-        هل المرأة ذكية ؟                        و خبيثة أيضاً !!
و قد قمت بمساعدة مجموعة من الذين حصلوا على المركز الثاني في حياتهم بعمل جمعية جديدة اسمها ( الرفق بعشاق الطرف الواحد ) من اهداف الجمعية حذف جميع مشاهد الخيانة في المسلسلات و الأفلام المصرية .. فهو جرح غائر ... و ترحيل من تحمل صفات المرأة الى كوكب المريخ ... و تربية الأولاد .........
23 - 08 - 2014



الاثنين، 18 أغسطس 2014

وسام الوزة الذهبية

عندما بدأت في البكاء لم أتوقف ... كان هناك أناس كثيرون ... جميعهم يضحكون .... لم ارى اتساع أفواههم هكذا مذ تعلمـت الضحك.. و تسائلت كيف يمكنهم فعل ذلك ؟ هل هي ضحكات الهزيمة الهستيرية ؟ أم ردود أفعال غير متوقعة ؟ ... تعلمت منذ فترة كيف لا أبكي ... لكني لم أتعلم أن اضحك بعد هزيمتي بهذا الشكل ... أهذا هو أحد الأسباب التي من اجلها لا أتحملهم و لا ألقي لهم بالاً و لا حتى التحية ...  وأكون دوماً بينهم غريباً رغم اننا ننتمي الى نفس البلد و يجري في عروقنــــا نفس النيل ....
ثم تحركت من قريتي التي تقترب كثيراً من الاسكندرية الى أبعد نقاط جنوب سيناء حيث هذه الدولة المجاورة التي يقطنهــــــــا بعض المصريين " شرم الشيخ " و رأيت ألواناً لم تكن تخطر لي على بال .. كنت اتغزل في كل مدينة أمر بها فأنا لم أكتشف شيئاً في مصر و اعتبرت نفسي العملاق الأخضر عندما كنت أذهب الى شارع شريف و أنني أذهب كثيراً الى السينما... في شرم الشيخ رأيت بدواً .. لم اكن اتوقع أنهم يحملون الجنسية المصرية .. فهم كأبناء الأردن و الخليج و حظهم المتعثر أن معظمهم فقراء ... لم أكتشف هذه القارة من قبل فأنا قاهري ولدت في منطقة شعبية و اغتربت معظم حياتي ثم التحقت بجامعة عين شمس ثم اغتربت المعظم الباقي من حياتي ... يبدو اننا نخسر كثيراً نحن معشر المغتربين ... هل فاتتنا أحداثاً كثيرة ... صراعات ... و يسقط الرئيس ... لم نشارك معكم في تحطيم من علمتمونا أنهم رموز .. هل حرمتنا الغربة من ممارسة الحياة ؟ نحن أيضاً كنا نجمع المبالغ التي نقوم بإنفاقها عندما نعـــــــود ... و نستنشق بعض الهواء و نعود بسرعة حيث نخسر حياتنا عندما ينفذ الوقود ... هل هذا صحياً .. تغيير الهواء .. و حرق بعض الدماء ... لقد ضيعت ثلاثين ربيعاً من عمري يفصلني عن مصر البحر و أحمل جواز السفر 
 ثلاثون ربيعاً حددت الشخصية ( طفل كبير )
              صقلت الخبرة ( محترف المكوث أمام التلفاز )
              حررت الجسد ( قريب الشبه بالناقة )
              أما اقتصادياً ( فلا امتلك حتى شجرة في الوطن )
              أما على الصعيد الفكري ( فقد تطور الحال كثيراً و أصبحت
              سطحياً أكثر و نابغة في اصطياد الأحلام 
              خاصة احلام الظهيرة )
و على الصعيد العاطفي فقد خسرت عشرة اعوام من حياتي في بداية عمري في حب امراة لم تكن تتوقع مروري بقربها في الطريق و قامت بخداعي الى ان اقتربت مني موسوعة " الأرقام القياسية " و طلبت تسجيل الحدث بسبب خبرتي الغير محدودة في التعامل مع النساء بعد ان حصلت على وسام " الوزة الذهبية في لأرقام القياسية للرجل الذي هزمته صبية " و تعلمون ان هذا أرفع الأوسمة  
و بعد ان خسرت كل ما ذكرت أعتز بأنني أحترم مواعيدي جداً يخبروننا أن النظام الانجليزي صارم لكن نظامي أكثر صرامة فانا احترم مواعيد الطعام احتراماً منقطع النظير .

و الحق أقول أنني لم أضيع عمري هباءً منثوراً فقد تعلمـــــــت كثيراً الكسل .. و محدودية الأفق .. و حـــــب الطعام .. و الغياب عن  جميع المحافل الرفيعة  ، و مكانتي الأدبية الرفيعة في صعود فأنا الان على سبيل المثال أنتظر خروج المحاسب الأفريقي صاحب البشرة البنفسجية لأقوده الى المؤسسة التي نعمل بها .. و ها قد جاء ......... 

18 - 8 - 2014 م