الاثنين، 15 سبتمبر 2014

ويندوز 8

أفرح كثيراً عندما يذهب المدير العام الى حال سبيله .. أشعر أنه أطلق سراحــــــــي .. و ينتهي المشهد الذي أعددت له منذ الصباح .. اتقمص شخصية الموظف الجيد .. و أظل أنثر من تلك الملفات حول مكتبي و لا انسى ان اعقد العقدة بين حاجبي و أفكر كيف أحل المشكلة المستعصية رغم أني لا أفهم ما هي أصلاً .. و اهتمام بالغ و قيادية من الطراز الأول و فور رحيله أتنفس الصعداء و تظهر الشخصية الضائعة بين المشاهد و أستخرج الشاعر الذي لا يشق له غبار و أكمل حديثي الفيبسبوكي مع أشخاص قمت بانتقائهم بعناية حتى يقوموا بمشاهدة صوري و أعمالي و من لا يعلق التعليق الذي يجعلني أشعر بالسعادة لا يستحق غير ( البلوك ) الساخن و من يقوم بالمدح الزائد يستحق مني مزيداً من الاحترام و أن اسبق اسمه بلقب كان يتمناه منذ الطفولة ذات مرة بحثت عن لقب يستحقه صديق لي و كان يعمل محامي تحت التمرين ثم فقد عذريته - أقصد - وظيفته منذ أعوام طويلة - فقمت بإطلاق لقب المستشار و منذ ذاك الوقت -  لم يعد يتحدث مع احد فقد ملأه الغرور الى أن انقطعت اخباره...  و عندما بحثنا عنه وجدناه استخدم كل مدخراته أثناء عمله بالحجاز .... و اشترى سيارة جيدة و يعيش على اللقب فقط .. مسكين ... 
ثم أبدأ في مشاهدة صوري عندما كنت في العشرين و أصنع المقارنة بالوحش الماثل أمامكم .. كم كنت رائعاً أيها الأنا ....  الى أن ينتهي دوام العمل ،  فأذهب أنا ايضاً الى حال سبيلي أقوم باللعب مع عمر و عمر هذا ابني الثالث يبلغ عامين عندما يراني يطلق علي لقب ( بابا بيبو ) و هذه افضل أدواري العــــــودة الى ( بيبو ) اقسم لكم أن من كثرة ( بيبو ) تلك قمت بحذف نصف همومي أفضل مرحلة عمرية للطفل هي حتى يذهب الى المدرسة أرغب في حذف جميع الأدوار حتى اسعد بكل هذا النعيم ... جميع الأدوار التي مثلتها غير مقنعة غير دوري في أن أكون صديقاً لأولادي ...

و في الصباح أتقمص نفس الدور القديم  - أستعد لمقابلة هذا الخليجي الذي يستخدمنا جميعاً لاستكمال صورة المؤسسة الشابة الناضجة المتفتحة المتقدمة التي تنافس المقاولون العرب غير أننا لا يوجد لدينا فريق كرة قدم - و الذي لا تعرفونه انني سكرتيره الخاص ... دوماً كنت أشفق عليه خاصة عند الصباح فمن له سكرتيرة من الجنس اللطيف يشعر بالفخر و أنه اسد ... و من له سكرتير من الجنس المتوحش يذهب الى بيته سريعاً - قد اكون السبب في سعادة زملائي في العمل -  خاصة اذا قمت بعقد حاجبي و التفكير العميق أمامه ..لكنه أخيراً  عندما رأى  ذلك أخبرني بأن أنتهي من تلك الحركات و أذهب لأحضر الفطور ...... يبدو انه سيكون يوماً طويلاً .... و العجيب في الأمر عندما يظل متحمساً في أيام معدودة من الشهر و يبقى حتى صلاة العصر معنا في المؤسسة -  يكون الرجل منا قد فاض به الكيل - حتى أني و في احد المرات أخبرته عبر الهاتف و قد كان يظن ان احداً سأقوم بتحويله له ... اذهب للبيت حتى تستمتع بوجبة الغداء مع الأســرة و فوائد ذلك العاطفية .. فأخذ يضحك و فهم القصد .... 
حاولت كثيراً أن أكون ذلك الرجل طوال الوقت لكني لا أتحمل و أظل أضحك ... 
أنا لا أقول انه ليس لدي ما يسمونه الضمير في العمل ... و لكني لم اتعرف عليه بعد و اعتقد ان هذا ليس عيباً في ... يبدو ان هذا الضمير لا يسمح تنصيبه على ( win 8 ) 

السبت، 13 سبتمبر 2014

على طريقة أمي

 كانت أمي تخشى علينا كثيراً من الناس و كان أسلوبها في التربية عجيب ..
مبدأها هو ألا تبدأ بالشر و ألا ترد عليه بمثله و أن تجعل ابتسامتك عريضة
خاصة في وجه الاعداء ... فالبكاء في وجه العدو هزيمة
و كذلك أن يجد له فرصة ليهزأ بك تعتبر كارثة
و كان لديها اسلوب في قهر الأعداء عجيب أيضاً
في مجمله أن تصادق عدوك و تحولهم من خانة الأعداء
الى خانة الأصدقاء و مع مرور الوقت
ستنسى هذا التصنيف فيصبحوا أصدقاء حقاً ...
و بسبب هذا لا تجد لي اعداء
و لا أستخدم القوة في أخذ حقي ..
و من هنا أصرح أنه لا بد ان تحصل أمي
على جائزة الدولة التقديرية  .

الجمعة، 12 سبتمبر 2014

صبي نجار

   لم أجد من هو أفضل مني للقيام بتلك المهمة لكني لن أفعل فليس من المعقول ان امتدح نفسي الشيء الذي أقوم به دوماً للناس و أبالغ في مدحهم .. ألست أستحق أن يصنعوا لي نجمة ثالثة أعلقها على كتفي او نسراً بجانب نجمتين .. أقوم دوماً بمدحهم و بعد ان خربت التقدير و عرفت أنهم لا يستحقون ... اتضحت لي الرؤية .. فأنا أفضل أبناء جيلي الذين كانوا يسبقونني بمراحل و عندما اقترب هذا الزمان و استخدموني لشغل هذا المنصب ... فأنا أفضل الموجودين و أقدمهم على الأقل ان احداً لم يحصل على تقديراً علمياً و لم يشيروا ليه حتى في الجرائد أنه أنقذ كلباً حتى ... و أن أحداً لم يكن ابداً بطل حتى في حلمه .... كم صنعت فرساناً و هم لا يعرفون قيادة فرس واحد و عباقرة لا يعرفون حتى الفرق بين الألوان و نجوم سينما كانوا في السابق يقفون خلف الستار في حالة غياب أحدهم ليؤدوا دوراً صامتـــــــــــــاً لشخص ميت .... ألا يجب ان يقوم أحدهم بالتعريف عني و انني أشبه البدر أو قليل منه أو حتى مررت بجواره ... إنهم صدقوا أنفسهم هل قمت فعلاً بجعل أنصاف المشاهير نجوماً و أصحاب العقول المتواضعة عباقرة و أصحاب المهن الحرفية هل خلعت عليهم ألقاباً لا يستحقها الا أطباء و مهندسين .. إنني إذا ارتكبت خطأً جسيماً لا بد ان أحاسب عليه العجيب أنني لم أجد أحداً يخلع علي أي صفة أو لقب مستعمل أو حتى (صبي نجار )