الاثنين، 28 سبتمبر 2015

بعض الحب



كنت محبطاً جداً و كنت أفكر ملياً في الذهاب إلى كوكب آخر لا يوجد فيه مثل هذه الأشكال فقد شاهدتهم كلهم الذي يضع رأس الكلب و الذي يرتدي قناع المهرج و التي تلبس رداء الصلاة و ما تبقى منها ليس له غطاء .. رأيتهم جميعاً ... جميعهم تعاملوا  معي كأني فريسة أو جاهل أو طفـــــــــل ... و جميعهم ضحكوا حتى بكت أعينهم على هذا الكائن الذي لا يشبه أحدهم و يفكر بقلبه و يعشق حتى يموت ... ألهذا كانوا يطلقون علي غبياً ....إنه الكوكب الذي نعيش فيه الآن ... و بعد حروب بيننا و بعد أن تأكدوا أنني خسرت كل شيء .... تزوجتها .. إنها المرأة الوحيدة التي لا تطمع فيما أملكه .. بل تطمع في حبي ... أعتقد انه تبقى بعض الحب الذي يمكن أن أعطيه لها .. مرت الأيام و شعرت أنني على كوكب آخر ... حذفت معظم الأحداث التي يمكن مقابلتها و تشبه الماضي ... صنعت من نفسي رجلاً جديداً .. صعب اختراقه .. لا يحاول أن يصادق .. في غير إطار العمل .. لم اعد أتحدث كثيراً عن إنتاج الحب الذي يتم توزيعه يومياً على الكرة الأرضية و القلب الكبير الذي يحتوي كل هذا الحب فيتبرع بجزء منه حتى يشعر الناس بقلوبهم و ما ينبض داخلهم .... ثم رزقني الله بـ (عمر )  ... و هذا الصبي هو ثالث أبنائي تمت ولادته في العام 2013 م ... أصر على أن يذهب معي إلى العمل اليوم .. كنت أقوم ببعض شئوني فأخرجت صوتاً من فمي لا إرادياً .. فابتسم لي و قــال ( انت حمار يا بابا ) و كانت هذه الجملة هي أجمل جملة نطقها في حياته ... قد أحببته اليوم أكثر و للعلم فقد استمتعت بهذا الوصف أكثر من استمتاعي بسماع خبر تخرجي من الجامعة و زواجي و إعفائي من الخدمة العسكرية معاً أقسم لكم أنني اكتب اليوم هذا اليوم لأذكرها عندما يكبر هذا العمر الكوميدي .. و علمت أن الله يكافئني و يخبرني بأن الدنيا التي خسرت فيها كل شيء فيها ثلاثة أبنـــــــاء و عروس نيل - هم أبنائي الذين أسعدوني كثيراً و سأذكر دوماً مقولة عمر الشهيرة  .

الأحد، 13 سبتمبر 2015

على الطريقة السودانية

اليوم تم توظيف أحدهم من كوكب السودان الشقيق  اسمه ضياء الدين و هو انسان لطيف العجيب أنني سأكون الرئيس المباشر له .. و هذه هي المرة الأولى التي أكون فيها في هذا المنصب يبدو أنني سأجرب نفسي في الأوامر و التحكم  كان مدير المشاريع يجعلني أطوي الكرة الأرضية مرتين في اليوم و يسمعني جميل الألقاب .. أقلها أنني أحمل معظم صفات حيوان مشهور ... يبدو أنني سأضحك كثيراً على هذا الرجل الذي يصغرني بحوالي  ثلاثة عشر عاماً ... ترى كم أحتاج لأرضى عنه ... سأقوم بتلقينه ثلاثة عشر درساً على الأقل أول الدروس سأتفاخر بأنني محترف في مهنة شئون الموظفين ... و أن الدراسة لا تكفي لمضاهاة ما أقوم به .. تعلم أيها الفتى كيف أصنع المعجزات ... و أخيراً جاء اليوم الذي أتحدث فيسمعني أحدهم بعد ان كان الحس التدريسي لدي قد صدأ ... لا أخفيكم سراً فقد كنت أحتاجه كثيراً حتى يصبح القسم الذي أديره أفضل  أقسام المؤسسة و قبل أن يعمل معي هذا الضياء كنت بارعاً جداً خاصة أن ما أقوم به يكفي تماماً لأحصل على لقب ( فنان ) ...

مرت الأيام و تعلم هذا الرجل كيف يصادقني و ما هي الطريقة التي تمتص غضبي حتى صرت خاتماً في اصبعه هو ... العجيب أنني لم أجرب معه أياً من الطرق التي أودت أن أعامله بها العجيب أنه صار يعلمني أساليب من شأنها أننا نموت و العمل لا يموت و أننا في بداية الصباح ... أصبحت مثله شيئاً فشيئاً و أصبح العمل ثقيلاً و بعد أن كنت أقوم بإبهارهم صرت أبذل مجهوداً خرافياً أبرر أخطاء القسم الذي يديره صديقي السوداني و ما جعلني أكتب هذا اليوم هو حكمة أشار بها ضياء و هي عندما قام المدير العام بتأنيبينا على خطأ ما في العمل و كنت أرتجف غيظاً و كنت أهاجمه حتى لا يتمادى في النقد فهذا اذا تركت له مجالاً سيكون الصباح كله إهانات ... اقتربت من صديقي السوداني و أخبرته أنه هو السبب و أنه المخطئ فأجابني إجابة حكيمة جداً ( لماذا خلق الله لك أذنان ؟ ) فلم أجب .... أجاب هو كي تسمع من هنا و يخرج الكلام من الجهة الأخرى  ... رغم أني بلغت الأربعين لم أستوعب تلك المقولة الرائعة .. إلا اليوم .... و الآن نبحث انا و صديقي ضياء عن عمل .... و قمنا بنشر هذا الاعلان ( رجلان أحدهما سوداني  - يبحثان عن عمل – يشترط أن يكون بهدوء – وقت الانجاز غير محدود – على الطريقة السودانية )   

الثلاثاء، 8 سبتمبر 2015

كريات الحب الحمراء

كريات الحب الحمراء 
الآن فقط شعرت بأن أشياء داخلي تموت ... أشياء لم أكن أعرف وصفاً لها ... لكني اليوم عرفت ... أشياء يقال عنها مشاعر و هي ملايين من كريات الحب الحمراء تصارع من أجل بقاء الجسد المملوء منها بالعيش في مجتمع لا يعرف حتى معنى الحب أشياء كنت أفتخر بوجودها في القلب الذي كنت أصنع له تمثال لكني اليوم عرفت أن من أخبر عن تلك الروايات وضعوه في قائمة المتأخــــــرين فكرياً و المعاقين ذهنياً ... لطالما طاردت كثيراً هذا الحب لم أعلم أني غارق فيه ... سمعت كثيراً تعليقات البشر .. و تأثرت بها ... و تقديراتهم التي لا تتبع منهج فتارة تكون في القمة و أخرى في القاع ... تعبت كثيراً من السير وراء هؤلاء ... و عندما اتخذت مساراً مختلفاً ... كنت ثقيل الظل أيعقل أن أحداً لا يسير خلفي أو أنا لن أسير خلف أحد ... هل سأقود الطريق وحدي و يتبعني آخرون و سأكون مسئولاً عنهـــم و قراراتي ستؤثر بهم و ستنير لهم الطريق .. كيف يكون لي القيادة و أنا ظللت طوال حياتي أتبع الأوامر و أنفذها حتى أنني كنت أتفنن في إيجاد طرق بديلة للتنفيذ ... نجاحاتي كلها في التنفيذ ... أعلم أن القيادة لها رجال .. و أعلم أن أصحاب القرارات السديدة هم في الأصل قياديون لا يشق لهم غبار .. لكني لا بد ان اكون الرقم الأول بعد أن ظللت دوماً أصنع الأدوار الثانوية .. ترى هل سأكون صعبـــــاً و ابتساماتي صفراء و خطواتي محددة ... و خطط في كل مكان .. خطة للنهوض من النوم و خطة لزيارة المكتب و خطة للايقاع بزملاء العمل .. و خطة أخرى كي يعلو صوتي و أصبح المرعب و كلماتي تتردد و اناث يرجفن و رجال يسقطون ... كيف ؟ و أنا غارق في الكوميديا .. و ابتسامتي تعني بداية حديث أو نهاية حديث أو منتصف حديث .. و أمتلك قلباً أرق من قلب العذراء و أرهف من قلب الطفل ... أبكي مع من يبكون و أضحك كما لم يضحك أحد من قبل ...سأتنازل عن تلك القيادة فالقياديون يمتلكون ثقل ظل عجيب .. ولست أحب أن أكون المؤدٍب في مجتمع كله أخطاء .. و لست أطيق أن أكون مذنباً و ألقي بالذنب على شخص كل ذنبه أنه أقل مني في التدرج الوظيفي ... و لست مريضاً الى هذا الحد الذي أحتاج فيه الى تمجيد و نفاق الغير و كلمات المدح الساذجة . 5 -9 - 2015 م