السبت، 12 أكتوبر 2013

النمل



عصفت بهذا الجسد كل أنواع الهموم و انتهت حكاياته جميعاً الى نهاية واحدة " لا شيء " و كأنه بعد ممارسته لكل انواع الأساطير و الأكاذيب يقول للناس جميعاً " آسف للإزعاج " العجيب أنه لم يزعجهم ...و لم يكونوا موجودين أصلاً عندما بدأ أول أســــاطيره حتى عندما هرب من الأعداء بحصانه الخشبي لم يكن احداً مستيقظاً .... سكب على نفسه بعض الماء و بدأ بغسل في هذا الوجه ... لقد امتلأ بالذنوب !! كيف ستمتلأ الصفات البيضاء بذنوب سوداء ؟؟ كيف يرتدي الرجل ثوبه الجديد  الأبيض الناصع و يراه الجميع منقوطاً بالحبر الأسود و الحبر الأحمر ... كيف سيراه الناس ... العجيب أن احداً لم يعلق و أن احداً لم يصفق و أن أحداً لم يجادل و كأنهم " نمل " كل يذهب الى حيث خطط  له أو خططه هو يسيرون جميعاً في خطوط مستقيمه لا ينتمون الى هذا العالم و لا ينتمي هذا العالم لهم ... كان يفكر انه غريباً وسط معروفين فعلم أنه غريب وسط غرباء ... و يبقى السؤال من أين يبدأ حكاياته ... أمن نقطة الشقاء أم من نقطة اللقاء ... لكني أقنعته ان يجمع أفلامه و يرحل قبل أن تأتي الحكايات الحقيقية . 

السبت، 5 أكتوبر 2013

الجذور

كانت تخطط بأن نعيش جميعاً في نفس المبنى و لأن طفلينا متعلقان بي وجدانياً و انا بالنسبة لهما أمثل الشيء المهم فأنا سأسكن أعلى المبنى و ستزوجنــــي احداهن من الطبقة التي أستحقها و كان سينظر في أمري و سيجعلني شريك له في أي شيء يدر الربح ... على ان اغض الطرف عن خيانتها لمدة خمسة اعوام تقل أو تزيد و نعيش في سلام هي مع عشيقها الذي سيصبح زوجها بعد ان اطلقها و انا مع زوجة جديدة تختارها هي و تناسب جموحي و قرويتي و الأولاد بيننا ... كانت كريمة جداً هذه المرأة و اخلاقها عالية ... و أصيلة ... و يجب علي أن أوافق و أشكر النعمة و أفهم ان هذا يحدث و هو شيء طبيعي ... من الطبيعي أن تحبك زوجتك و عندما تبغضك ... تخونك ... ( عفواً هذه ليست خيانة في شرعهم ) ... تمارس الحب مع من يختاره قلبها و تكون أنت ( كيس جوافة ) في البيت مثلك مثل الكرسي ... و غبي جداً و هي تمثل الدور باحتراف ... هل هذا دين جديد لم نسمع عنه من قبل ..... و السؤال الذي يطرح نفسه كم عدد الصلوات في دينكم الجديد  و هل تسمون الخيانة لديكم بهذا الاسم أم أن لها اسم آخر ...
كان يجب علي عندما أسمع ما قالته أن أصفق لها و أعترف بالفضل ... عشرة اعوام عاشتها معي و كانت الثمرة بنت و صبي ... لم أكن أعلم انها قذرة و حقيرة الى هذه الدرجة .. لم اكن أفهم أنه يمكن لإنسان أن يصل لهذه الدرجة من الانحطاط الأخلاقي  ...
كنت قوياً في تحمل النكبة و تخلصت من وجودها معنا ... تعلمت منها أن اكون قوياً و لا أعبر عما بداخلي و إلا أكون منهزماً ... لم أستطع أن أجعل اقتص لحبي منها لكن كل ما صنعته أنني حرمتها من الطفلين .. و لما سقطت .. تركتها وحدها تحتفل بهذا السقوط ..
و طوال خمسة أعوام تقريباً من هذا الاعتراف محوت كل ذكرى تخصها من قلبي ... و من قلب الصبي و الفتاة .. و كلما رأيتهما حمدت الله اننا تخلصنا من هذه  الفتنة .. نعيش الآن سوياً حياة هادئة مستقرة
لكن في الذكرى الخامسة لوفاتها و هي على قيد الحياة أتذكر وحدي ... كم كنت غبياً بأن احببت عاهرة و عاملتها معاملة سيدات المجتمع ... لكن الحق يقال هي لم تنسى أنها منحطة و لم تنسى أنها قذرة و هذا دليل يحسب لها في لا تنسى جذورها ...

25-04-2014 م