أشعر أنني سأنجب فكرة .... أشعر بأنها ستنزلق الآن ... تتكون ... تكتمل و ستبلل قطرات الحبر
أوراقي ...
عندما سيأتون لاستخراجها
لن تبكي ...
ستبتسم ...
أفكاري ليست كأفكاركم ...
فهي حتى و لو كانت قوية
فيها من روحي ...
مضحكة .. فانا شخص أعشق الضحك ... لم نأخذ شيئاً من الحزن غير الحزن ... و لكي أصدقكم القول ... فقد استنفذت جميع حزني حتى العام 2010 .. و لم يعد هناك مجال لذلك ... و من أكرمه ربه هو ما رزقه بكل حزنه في عام ...
عندما يحبك ربك يستوقفك و
يخبرك أن هذا الطريق يؤدي الى الهلاك و يجعلك تختار طريقاً آخر قبل أن يضيع عمرك و
هذا ما حدث لي حرفياً ... سبحان الله الذي قدر كل
شيء و هو اللطيف بعباده ...
عندما سافرت الى جاكرتا رأيت العجب فالبيان الاحصائي كما يحدث في
مصر يوجد من هم فوق طبقة الأغنياء و المقابل توجد الأعشاش و أقوام تتعامل
بالمقايضة و لا يملكون قوت يومهم ... لا يوجد هناك طبقة متوسطة ...
معظم الشعب يتعاملون
بالدراجة البخارية و السيارات هي حكر على طبقة معينة ... و لك أن تتخيل انني كنت أقطن فندقاً له من النجوم ستة ....
و بعد عشرة أمتار فقط تجد
خنادق الصرف الصحي مكشوفة و تجري في الطريق ... العجيب أنه لا يمكنك منع الروائح الزكية من الانتشار ...
لكـــــــن الحق أقول إن
الشعب الإندونيسي شعب لطيف و مرحب و جميعهم يبتسمون لا تجد من يتعدى عليك أو من
يحاول خداعك ...
و لا تحاول ان تسير في
طريق غير مخصص لك السير فيه و عندما تريد الوصول الى " المول " ستجد طريقاً لذلك .. كما تفعل السيارات فلها خط
سير ...
كذلك أنت ...
كنت في رحلة مع صديقين و
العجيب أنهما لم يذهبا من قبل في رحلات كهذه و لا يعلمون في الحياة غير مواعيد
الصلاة و مواعيـــــد الطعام ... التنزه و التسكع في
الأسواق و مواقع دور العرض لا تدخل في القاموس لديهما ... و برغم أنني دارس للعلوم الشرعية منذ الصغر لم أكن أعلم أن الصلوات
بهذه الكثرة أعلم أن الفرائض خمسة .. كانوا يصلون حتى يتعبون
أما أنا فكنت أصلي الصلوات المفروضة فقط و عندما طلبت من قائد الرحلة و استحلفته
بكل المقدسات أننا لا بد ان نذهب الى إحدى الجزر في إندونيسيا ..
وافق على مضض ...
و ذهبنا في رحلة لن أنساها
...
أخذنا قارباً بخارياً الى
جزيرة تدعى "
بداداري "
و هي جزيرة بكر في وسط
البحر و الطبيعة خلابة ... أقسم لكم أنني مازلت أشتم
رائحة البحر حتى الآن ... و لأنني أعشق الرومانسية
جلست في آخر نقطة بالجزيرة و كان ممراً خشبياً و نظفت جميع السموم التي ملأتني بها
المدينة و تطهرت من كل الآلام التي لا يتحملها غيري و لن أنسى الاتفاقية التي
قطعتها مع هذه الجزيرة ... فالعمر قصير و سنحظى
جميعاً بنفس الحفرة ... و نرتدي نفس الزي الأبيض
الذي لا جيوب فيه ... ما الداعي إذاً لحمل المزيد
من الهموم ...
كم منا يستطيع أن يستوقف
نفسه و يحن عليها و يقول لها لقد تعبتي كثيراً مع هذا الجسد و لا بد أن أكافئك ...
فنحن نحمل على أنفسنا
كثيراً و نحملها أخطائنا و غبائنا و أحلامنا و حبنا من طرف واحد و تعذيبها بعذاب
الحب ...
و نجعلها تحصد نتيجة ثقتنا
الزائدة في أشخاص لا يستحقون حتى لقــــب بشر .... و طموحنا الغير عادي الذي قد يؤدي الى نهايتها ...
أو حبسها خلف قضبان ...
لقد تصالحت مع نفسي و
أخبرتها أنني سأعوضها ... ليس بما حرم الله ...
لكن لن أقسو عليها مرة
أخرى .
